سلالات أموية كسلالات الفراعنة، بل أشد سوءا!
لقد أثبت الحسين (عليه السلام) للأمة أن كل ادعاءات الأمويين بالإسلام كاذبة، فهم حاضرون لأن يقتلوا أولاد نبيهم بل أن يقتلوا نفس نبيهم (صلى الله عليه وآله) إذا لم يخضع لهم!
وأثبت للأمة أن الأمويين لا يؤمنون بشئ من قيم العرب والعجم، بل يمثلون حضيض الإنحطاط الذي قلما يصل اليه مخلوق بشري!
في المقابل رسم الحسين (عليه السلام) في عمق ذاكرة الأمة لوحات خالدة لمفاهيم إسلامية، كان من أبرزها التضحية بالنفس للعقيدة، في مناقبية إنسانية عالية.
كما صار (عليه السلام) أمثولة وقدوة للشعوب في نضالها من أجل حريتها وإنسانيتها.
* * وقد بلغ من قوة هزة كربلاء أنها وصلت إلى البلاط الأموي ووجدان بعض الأمراء الشباب الأمويين! وستعرف أن الخليفة الجديد ابن يزيد أعلن تشيعه وأراد أن يسلم الخلافة إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، فقتلوه!
وكان ثاني تأثيراتها أن الأمويين المروانيين الذين حكموا بعد يزيد اعتقدوا أن زوال حكم آل أبي سفيان كان بسبب جريمة كربلاء! روى البيهقي في المحاسن والمساوئ / 39: (قال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف: جنبني دماء آل أبي طالب، فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم). (ونحوه أنساب الأشراف / 1794، والبصائر والذخائر / 546، ونثر الدرر / 385، واليعقوبي: 2 / 304، جواهر المطالب: 2 / 278 والعقد الفريد / 966 و 1092، والإشراف لابن أبي الدنيا / 255 و / 63).
وفي مروج الذهب: 3 / 179، وطبعة / 811: (فإني رأيت الملك استوحش من آل حرب حين سفكوا دماءهم (بني عبد المطلب)! فكان الحجاج يتجنبها خوفا من زوال الملك عنهم لا خوفا من الخالق عز وجل)! ورواه في العقد الفريد / 1103 وقال: (فلم يتعرض الحجاج لأحد من الطالبيين في أيامه). انتهى.