حمدون في تذكرته / 1378 و 2142، والآبي في نثر الدرر / 535، رد السيدة زينب (عليها السلام) على يزيد وجاء فيه: (أتقول: ليت أشياخي ببدر شهدوا غير متأثم ولا مستعظم! وأنت تنكث ثنايا أبي عبد الله بمخصرتك؟ ولم لا تكون كذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإهراقك دماء ذرية محمد (صلى الله عليه وآله) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب)؟! كما روت المصادر استشهاد يزيد بها بعد وقعة الحرة: أنساب الأشراف: 5 / 42 والأخبار الطوال / 267، وشرح النهج: 15 / 178، والمسترشد / 510، والنص والاجتهاد / 467، والغدير: 10 / 35). واتفقت المصادر على أن المروانيين كانوا يحبون هذه الأبيات ويتغنون بها! ففي تاريخ الطبري: 6 / 337 وتاريخ دمشق: 52 / 235، عن الفرزدق أن الوليد بن يزيد الخليفة كان مع ندمائه في مجلس خمر الصباح، فأمر المغني أن يغني بشعر ابن الزبعرى فرفض فهدده بالقتل: (قال فغناه فقال: أحسنت والله إنه لعلى دين ابن الزبعرى يوم قال هذا الشعر)!!
وقال الحافظ ابن عقيل في النصائح الكافية / 64: (فأوقع بأهل الحرة الوقيعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتكب من الصالحين فيها وشفي بذلك عند نفسه وغليله وظن أن قد انتقم من أولياء الله وبلغ النوى لأعداء الله فقال مجاهرا بكفره ومظهرا الشركة: ليت أشياخي ببدر شهدوا.... هذا هو المروق من الدين وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله).
وقال في النهاية: 8 / 245: (فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، وإن لم يكن قاله فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه! وسيذكر في ترجمة يزيد بن معاوية قريبا وما ذكر عنه وما قيل فيه وما كان يعانيه من الأفعال والقبائح والأقوال في السنة الآتية (سنة 64)). وهذا أسلوب ابن كثير ومحبي بني أمية، فعندما يحرجون يجعلون الأمر قضية فرضية ليشككوا في مخازي أئمتهم!