معاوية أولا، ثم في عنق يزيد ثانيا، ثم في عنق مسلم وابن زياد ثالثا.
أفبعد هذا يتصور أن يقال لعله تاب ورجع! كلا والله ولقد صدق من قال: أبقى لنا معاوية في كل عصر فئة باغية فهاهم أشياعه وأنصاره إلى يومنا هذا يقلبون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل! ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا)! انتهى.
وشهد ابن حجر أن معاوية أمر يزيدا باستباحة المدينة! قال في فتح الباري: 13 / 60: (وأخرج أبو بكر بن أبي خيثمة بسند صحيح إلى جويرية بن أسماء سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون أن معاوية لما احتضر دعا يزيد فقال له: إن لك من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإني عرفت نصيحته)!
هذا وقد أورد قصة الرضيع الذي ضرب الجندي رأسه بالحائط فقتله: (البيهقي في المحاسن / 49، والروض الأنف: 3 / 409، والسيرة الحلبية: 1 / 268، وسمت النجوم / 940، والإمامة والسياسة: 1 / 184، والنصائح الكافية لمن يتولى معاوية / 62).
* * وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 250: (فأوقع بأهلها وقعة الحرة، فقاتله أهل المدينة قتالا شديدا وخندقوا على المدينة فرام ناحية من نواحي الخندق فتعذر ذلك عليه، فخدع مروان بعضهم فدخل ومعه مائة فارس فأتبعته الخيل حتى دخلت المدينة فلم يبق بها كثير أحد إلا قتل! وأباح حرم رسول الله (ص) حتى ولدت الأبكار لا يعرف من أولدهن! ثم أخذ الناس على أن يبايعوا على أنهم عبيد يزيد بن معاوية فكان الرجل من قريش يؤتى به فيقال: بايع على أنك عبد قن ليزيد، فيقول: لا! فيضرب عنقه).
وفي السيرة الحلبية: 1 / 268: (وجالت الخيل في مسجد رسول الله (ص) وراثت بين القبر الشريف والمنبر! واختفت أهل المدينة حتى دخلت الكلاب المسجد وبالت على منبره! ولم يرض أمير ذلك الجيش من أهل المدينة إلا بأن يبايعوه