للناس فدخلوا والرأس بين يديه، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره! ثم قال: إن هذا وإيانا كما قال الحصين ابن الحمام المري:
يفلقن هاما من رجال أحبة * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما قال: فقال رجل من أصحاب رسول الله (ص) يقال له أبو برزة الأسلمي: أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا لربما رأيت رسول الله (ص) يرشفه! أما إنك يا يزيد تجئ يوم القيامة وابن زياد شفيعك! ويجئ هذا يوم القيامة ومحمد شفيعه! ثم قام فولى)! انتهى.
أقول: أنظر إلى هذا التناقض الأموي ليزيد كأبيه وجده! فهو من جهة يقول لزوجته أقيمي المأتم على الحسين (عليه السلام) (فأعولي عليه وحدي على ابن بنت رسول الله وصريحة قريش، عجل عليه ابن زياد فقتله قتله الله)! ومن جهة يعقد مجلسا للناس والرأس الشريف بين يديه، ويشمت به وينكت على فمه بقضيب!
* * ومضافا إلى ضمان هذين الزعيمين الأمويين لمعاوية ليفي بالشروط، فقد جعل الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية عهد الله ومواثيقه المغلظة! ومع كل ذلك بقي معاوية على وقاحته فقال بعد الصلح: كل ما شرطته للحسن فهو تحت قدمي!!
ففي مناقب آل أبي طالب: 3 / 195: (وأنفذ (الإمام الحسن (عليه السلام)) إلى معاوية عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فتوثق منه لتأكيد الحجة أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، والأمر من بعده شورى، وأن يترك سب علي، وأن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، ويوفر عليه حقه كل سنة خمسون ألف درهم، فعاهده على ذلك معاوية وحلف بالوفاء به. وشهد بذلك: عبد الرحمن بن الحارث، وعمرو بن أبي سلمة، و عبد الله بن عامر بن كريز، وعبد الرحمن بن أبي سمرة، وغيرهم). انتهى.