الثالثة، المتهم عندنا في الحديث ابنها أنس بن مالك فقد كان عمره عندما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة عشر سنين، فاستأجره النبي (صلى الله عليه وآله) خادما ثم طلب الأنصار أن لا ينفرد بخدمته، فكان يخدمه كل يوم شاب من الأنصار، وكان منزل أنس وأمه في قباء وليس في المدينة وكانت تكنى أمه (أم سليم) وهي رملة بنت ملحان وتلقب بالرمصاء، والرمص مرض في العيون، وكانت أرملة فخطبها أبو طلحة الأنصاري فقالت: (لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس فيقول جزى الله أمي عني خيرا لقد أحسنت ولايتي). (الطبقات: 8 / 426) فتزوجته عندما كبر أنس، وزعم أنس أن صداق أمه كان أن يسلم أبو طلحة، ثم طلقها أبو طلحة لأنه توفي بعدها سنة 51، فتزوجت عبادة بن الصامت وتوفيت كما روي في قبرص نحو الثلاثين هجرية.
وزعم أنس أن أمه تدخل الجنة قبل النبي (صلى الله عليه وآله)! روى عنه (صلى الله عليه وآله): (دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك) (صحيح مسلم: 7 / 145، ومسند أحمد: 3 / 99، و 106، و 125، والطبقات: 8 / 430، وأوسط الطبراني: 2 / 368، وفيه: ورأيت أم سليم بنت ملحان في الجنة، وفضائل الصحابة للنسائي / 85، وشرح مسلم للنووي: 16 / 11، وفسر الخشفة بحركة المشي وصوته, ومنتخب عبد بن حميد / 399، وفيض القدير: 3 / 690، وفيه أنه رآها في الجنة مرتين! وكنز العمال: 12 / 146، وقال: (حم، م،، عن أنس). أما بخاري فجعل ذلك مناما: 4 / 198، قال: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا؟ فقال هذا بلال. ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك! فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله عليك أغار)!!
ثم إن أنس اعترف في حديث الطير بأنه كذب ثلاث مرات ففي المستدرك: 3 / 130: (عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقدم لرسول الله فرخ مشوي