العام، وليسوا شيعة كعمار وسلمان والمقداد وحذيفة والأشتر ومحمد بن أبي بكر، وعشرات المعتقدين بأن إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) والعترة فريضة إلهية.
ولذلك نجد أن قيسا خالف أمير المؤمنين (عليه السلام) مع أنه كان واليا له على مصر، فقد أمره (عليه السلام) أن يناجز عملاء معاوية وكانوا معسكرا بقيادة والي مصر السابق معاوية بن حديج السكوني، فلم يطعه قيس بحجة أنهم ضمنوا له عدم الخروج عليه، واعتزلوا في قرية قرب الإسكندرية، وكتب له قيس إن لم تعجبه سياسته أن يبعث واليا غيره، فعزله (عليه السلام) وولى محمد بن أبي بكر (رحمه الله)! ولا بد أن قيسا عرف صحة رأي الإمام (عليه السلام) عندما تفاقم أمر ابن حديج ومهد لدخول جيش معاوية بقيادة ابن العاص، فأخذوا مصر وقتلوا محمد بن أبي بكر بوحشية!
وفي نفس الوقت كان موقف قيس مع الإمام الحسن (عليه السلام) مشرفا، فقد ثبت أمام إغراء معاوية إلى آخر مرحلة، وجرت بينهم مراسلات وانتهت بلهجة شديدة جدا، حتى (اضطر) معاوية أن يزور رسالة ويقرأها على جيشه، زعم فيها أن قيسا أرسلها اليه وأنه قبل الصلح وبايعه وأنه ترحم على عثمان! وقد تقدم في تزويرات معاوية! والصحيح أن قيسا لم يقبل الصلح حتى أرسل له معاوية رقا مختوما ليشترط فيه ما شاء، كالذي أرسله إلى الإمام الحسن (عليه السلام).
قال الطبري في تاريخه: 4 / 125: (واشترط الحسن لنفسه ثم بايع معاوية، وأمرت شرطة الخميس قيس بن سعد على أنفسهم وتعاهدوا هو وهم على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه، على أموالهم ودمائهم وما أصابوا في الفتنة، فخلص معاوية حين فرغ من عبد الله بن عباس والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكايدة ومعه أربعون ألفا (!) وقد نزل معاوية بهم وعمرو وأهل الشام، وأرسل معاوية إلى قيس بن سعد يذكره الله ويقول: على طاعة من