معاوية القادم من الشام، فخان قائدهم الكندي وفر إلى معاوية، وتفرق أكثر جيشه! ثم أرسل أربعة آلاف بقيادة المرادي، فخان المرادي واشتراه معاوية أيضا وتفرق أكثر جيشه!
ثم تحرك الإمام (عليه السلام) وأرسل من الطريق عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد في اثني عشر ألفا هم شرطة الخميس، فعسكروا في مسكن قرب الأنبار، فخان عبيد الله وفر إلى معاوية، وثبت قيس بن سعد وقاد الجيش! (وأصبح الناس ينتظرون عبيد الله أن يخرج فيصلى بهم فلم يخرج حتى أصبحوا، فطلبوه فلم يجدوه! فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فثبتهم وذكر عبيد الله فنال منه، ثم أمرهم بالصبر والنهوض إلى العدو، فأجابوه بالطاعة وقالوا له: إنهض بنا إلى عدونا على اسم الله فنزل فنهض بهم). (الخرائج: 2 / 574).
وفي تهذيب الكمال: 6 / 245: (وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها، وسار الحسن حتى نزل المدائن، وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج).
ومعناه أن الإمام الحسن (عليه السلام) اتخذ معسكرا بمن معه في المدائن، حيث واعد المتحمسين للحرب بألسنتهم، وبعث مقدمة جيشه إلى مسكن قرب سامراء.
وأن معاوية اتخذ معسكرا عند جسر منبج قرب حلب، وبعث مقدمته بقيادة بسر بن أبي أرطاة وهو أخبث قادته فوصلوا إلى مسكن، وعسكروا مقابل جيش قيس واشتبكوا معه مناوشة. ففي تاريخ ابن عساكر: 59 / 149: (وقدم بسر بن أبي أرطأة إليهم، فكانت بينهم مشاولة ولم يكن قتل ولا جراح ثم تحاجزوا).
ومعنى هذا أن تخاذل أهل الكوفة نقل مكان المعركة إلى داخل العراق، بعد أن كانت حرب صفين في الرقة داخل سورية. وأن الجيشين اللذين أرسلهما