فيها، فإنه كان يجتلف (يستأصل) كبده! فلما مات أقام نساء بني هاشم النوح عليه شهرا... مكث الناس يبكون على الحسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق.... حد نساء بني هاشم على الحسن بن علي سنة). (تاريخ دمشق: 13 / 295 وتهذيب الكمال: 6 / 252 والنهاية: 8 / 47).
وفي تاريخ دمشق: 13 / 297: (بكى على حسن بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والصبيان والرجال)! (وترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الطبقات / 90 والحاكم: 3 / 173، والنهاية: 8 / 43، والإكمال 6 / 39). وينبغي الإلفات هنا إلى أمرين:
الأول: أن أهل البيت (عليهم السلام) ومحبيهم يتميزون بعاطفة إنسانية جياشة لا توجد في غيرهم، لذلك نجد بعض رواة السلطة القرشية وعلمائها ينتقدونونهم بشكل مبطن لحزنهم على أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكبار شخصياتهم! بل وصل الأمر ببعضهم إلى السخرية أو إطلاق الخيال والفتاوى! وكان الأحرى بهم أن يقدروا هذه العواطف الإنسانية الراقية الممدوحة في الإسلام!
ففي العقد الفريد / 183: (لما مات الحسن بن علي ضربت امرأته فسطاطا على قبره وأقامت حولا، ثم انصرفت إلى بيتها، فسمعت قائلا يقول: هل أدركوا ما طلبوا؟ فأجابه مجيب: بل ملوا فانصرفوا). أما بخاري فقد حشر هذه الرواية في صحيحه حشرا مع أنها أثر وليست حديثا! ونسبها إلى زوجة الحسن بن الحسن، والتي هي فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)! وأفتى بأن عملها مكروه لأنه من اتخاذ القبر مسجدا! قال في صحيحه: 2 / 90: (باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور: ولما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت، فسمعوا صائحا يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا).
وقال في فتح الباري: 3 / 161: (ومناسبة هذا الأثر لحديث الباب أن المقيم في الفسطاط لا يخلو من الصلاة هناك، فيلزم اتخاذ المسجد عند القبر، وقد يكون