لسانك! فقال: يا معاوية أتنهانا عن قراءة القرآن؟! قال: لا. قال: أتنهانا عن تأويله؟! قال: نعم. قال: فنقرؤه ولا نسأل عما عنى الله به؟! ثم قال: فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال: العمل به. قال: فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟!
قال: سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك! قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان؟!). (الإحتجاج: 2 / 16).
وروى الثعلبي في تفسيره: 6 / 165، أن رجلا دخل المسجد النبوي فرأى ثلاثة مجالس لابن عباس وابن عمر والإمام الحسن (عليه السلام)، وقد تحلق الناس حولهم وهم يحدثونهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) ويجيبون على أسئلتهم. وهذا يدل على نجاح الإمام الحسن (عليه السلام) في نقض قرار معاوية بمنع التحديث!
ويقول الراوي إنه سأل ابن عباس وابن عمر عن قوله تعالى: وشاهد ومشهود، فقالا: (أما الشاهد فيوم الجمعة وأما المشهود فيوم عرفة أو النحر) ثم سأل الإمام الحسن (عليه السلام) فقال: (أما الشاهد ف محمد (صلى الله عليه وآله) وأما المشهود فيوم القيامة، أما سمعته يقول: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وقال عز وجل: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود). ووصف الراوي صباحة وجه الحسن (عليه السلام) وجماله. (والطبري مختصرا: 30 / 130، والدر المنثور: 8 / 464، والآلوسي: 30 / 86، وكشف الغمة: 2 / 166، عن تفسير الأوحدي، وفيه: (وكان جواب الحسن أحسن). بل تدل سيرة الإمام الحسن (عليه السلام) على أنه كان يصدع في المسجد بأحاديث جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) وسيرته ومواجهة قريش المشركة للنبي (صلى الله عليه وآله) بقيادة أبي سفيان ومعاوية، ثم تحالف قبائل الطلقاء ضد عترته وضد علي (عليه السلام) خاصة.. الخ. كما يأتي!