سمعت أبي وجدي يعني النبي (ص) يقول: من صلى الغداة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس جعل الله بينه وبين النار سترا، ثم قال: قوموا فأجيبوا ابن الزبير فلما انتهينا إلى الباب تلقاه ابن الزبير على الباب فقال: يا ابن رسول الله أبطأت عني في هذا اليوم! فقال: أما إني قد أجبتكم وأنا صائم قال: فهاهنا تحفة فقال الحسن بن علي: سمعت أبي وجدي يعني النبي (ص) يقول تحفة الصائم الذرائر، أن تغلف لحيته (بالطيب) وتجمر ثيابه ويذرر (بالبخور). قال قلت: يا ابن رسول الله أعد علي الحديث قال: سمعت أبي وجدي يعني النبي (ص) يقول: من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة أو رحمة منتظرة أو علما مستطرفا أو كلمة تزيده هدى أو ترده عن ردى، أو يدع الذنوب خشية أو حياء). انتهى.
وفي هذا الحديث دلالات عن جو مجتمع المدينة آنذاك، ومكانة الإمام (عليه السلام) المحترمة بل المقدسة حتى عند مخالفيه، وعن كسره لقرار معاوية المشدد بتغييب السنة، ومنع التحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله)!
وفي تهذيب الكمال: 6 / 233: عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: (رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي في غداة من الشتاء، فأراه قال: فوالله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقا فغاظني ذلك فقمت إلى فقلت: يا عم، قال: ما تشاء؟ قلت: رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فما قمت حتى تفسخ جبينك عرقا! قال: يا ابن أخي إنه ابن فاطمة، لا والله ما قامت النساء عن مثله)! انتهى.
وابن الزبير هذا، كان مع المنهزمين في حرب الجمل، وكان جريحا جرحا بليغا بسيف الأشتر فاختبأ يتداوى، فأعلن علي (عليه السلام) العفو العام وسمح لخالته عائشة أن تحضره إلى (قصرها) وتعالجه، فكان هو ومروان وغيرهم معها!
وابن الزبير هذا، كان أشد عداوة لأهل البيت (عليهم السلام) من بني أمية، فعندما سيطر