وروى الحاكم في المستدرك: 3 / 170 وصححه: (قام رجل إلى الحسن بن علي فقال يا مسود وجوه المؤمنين! فقال الحسن: لا تؤنبني رحمك الله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد رأى بنى أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك، فنزلت: إنا أعطيناك الكوثر، نهر في الجنة، ونزلت: إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تملكها بنو أمية)! انتهى.
وفي الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن (عليه السلام) / 70: (وقد فهمت ما ذكرتم ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا أعمل وأنصب ما كان معاوية بأبأس مني وأشد شكيمة!... فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله وسلموا الأمر لله والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم، حتى يستريح من بر أو يستراح فاجر).
وفي الإمامة والسياسة: 1 / 142، وغيره، أن وفد الكوفة خرج من عند الإمام الحسن، وذهبوا إلى الحسين (عليهما السلام) فأجابهم بنفس الجواب.
لكن معاوية لم يطمئن! فكان يرسل الجواسيس ليعرفوا نية الإمام (عليه السلام) فقد جاءه أحدهم فقال له: (يقولون إنك تريد الخلافة؟ فقال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت، تركتها ابتغاء وجه الله تعالى وحقن دماء أمة محمد (صلى الله عليه وآله) ثم ابتزها (أثيرها) بأتياس أهل الحجاز)! (المستدرك: 3 / 170 وصححه على شرط الشيخين، وتاريخ دمشق: 13 / 280، وفيه: ثم أثيرها بأتياس الحجاز! وتهذيب الكمال: 6 / 250، وتهذيب التهذيب: 2 / 260 كما في رواية الحاكم، وتاريخ واسط / 112، وفيه: ثم أثيرها بأوباش أهل الحجاز، وأنساب الأشراف / 745 وفيه: ثم أريدها بأهل الحجاز! وقال أحدهما: بأتياس الحجاز). انتهى. وذكرت المصادر أن الذي سأله كان دسيسة من معاوية وهو جبير بن نفير بن مالك الحضرمي (وكان دسيس معاوية إلى مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه دسه ليختبره هل في نفسه الإثارة وقال له: أثيرها