جده (صلى الله عليه وآله) ومناقب أبيه والعترة الطاهرة (عليهم السلام). ومجلس أمام بيته عصرا. ومضيف للحاضر والبادي. ومتابعة لأوضاع المسلمين عامة وشيعته خاصة، وكتابة رسائل إلى معاوية وولاته، اعتراضا أو وساطة لجماعة أو لشخص.
والسفر إلى مكة للعمرة أحيانا، وللحج في كل عام في موكب مهيب خاشع، يذكر المسلمين بموكب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومهابته، حتى أن سعد بن وقاص عندما رآه أخذته هيبته فترجل عن فرسه ومشى إلى جانب الإمام (عليه السلام) مسافة! فقد كان الإمام (عليه السلام) يمشي والخيل تقاد بين يديه، فيركب من يريد ويواسي الإمام في التواضع لربه من يريد! ولم يسجل التاريخ سفرا آخر للإمام (عليه السلام) إلا سفرات إلى الشام من أجل مجالس المناظرات والمحاضرات التي كانت بمثابة قناة فضائية حرة في عصرنا، وكان يحرص عليها معاوية، فيحولها الإمام الحسن (عليه السلام) إلى منبر لبيان حق العترة النبوية (عليهم السلام) وباطل بني أمية!
* * روى في تاريخ دمشق: 13 / 241: (أن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش: أخبرني عن الحسن بن علي؟ قال: يا أمير المؤمنين، إذا صلى الغداة جلس في مصلاة حتى تطلع الشمس، ثم يساند ظهره فلا يبقي في مسجد رسول الله (ص) رجل له شرف إلا أتاه، فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم ينهض، فيأتي أمهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه، ثم ينصرف إلى منزله، ثم يروح فيصنع مثل ذلك. فقال: ما نحن معه في شئ). انتهى.
أقول: معنى كلام معاوية أنه ما دام لم يخرج علينا فليس لنا به شغل! لكن معاوية يكذب! فهو يقول ذلك لتطمين الإمام الحسن (عليه السلام) والمسلمين بأنه لا يبغيه شرا كما التزم في عهد الصلح، مع أنه مشغول به ليل نهار، يتساءل هل سينقض