على مكة حبس بني هاشم وهددهم بأن يحرقهم إذا لم يبايعوه! وترك ذكر النبي والصلاة عليه (صلى الله عليه وآله) في خطبه وربما في صلاته! لئلا يشمخ أهل بيته ( صلى الله عليه وآله) بأنوفهم!
قال في العقد الفريد / 1111: (ولما توطد لابن الزبير أمره وملك الحرمين والعراقين أظهر بعض بني هاشم الطعن عليه وذلك بعد موت الحسن والحسين، فدعا عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية وجماعة من بني هاشم إلى بيعته فأبوا عليه فجعل يشتمهم ويتناولهم على المنبر. وأسقط ذكر النبي (ص) من خطبته فعوتب على ذلك فقال: والله ما يمنعني أني لا أذكره علانية من ذكره سرا وأصلي عليه! ولكن رأيت هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبت أعناقهم، وأبغض الأشياء إلي ما يسرهم! ثم قال: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار! فأبوا عليه فحبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر من بني هاشم في السجن، وكان السجن الذي حبسهم فيه يقال له سجن عارم...). وفي / 1726: (عن الزهري أنه قال: كان من أعظم ما أنكر على عبد الله بن الزبير تركه ذكر رسول الله (ص) في خطبته وقوله حين كلم في ذلك: إن له أهيل سوء إذا ذكر استطالوا ومدوا أعناقهم لذكره)! (والصحيح من السيرة: 2 / 153، وفيه عن العقد الفريد: 4 / 413 ط دار الكتاب العربي، وأنساب الأشراف: 4 / 28، وغيرهما).
وفي أنساب الأشراف / 857، أنه فقال لابن عباس: (لقد كتمت بغضك وبغض أهل أبيك مذ أربعون سنة! فقال ابن عباس: ذلك والله أبلغ إلى جاعريتك (يقصد أنه لا يشبه خؤولته وجدته صفية بنت عبد المطلب فهو كجعرور التمر) بغضي والله أضرك وأثمك إذ دعاك إلى ترك الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبك، فإذا عوتبت على ذلك قلت إن له أهيل سوء فإذا صليت عليه تطاولت أعناقهم وسمت رؤوسهم!
فقال ابن الزبير: أخرج عني فلا تقربني. قال: أنا أزهد فيك من أن أقربك