قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم؟! فبعث إليه رجلين من قريش من بنى عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز فقال: إذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه، فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال! وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به، فصالحه! فقال الحسن (البصري): ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله (ص) على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
وقال بخاري: 8 / 98: (باب قول النبي (ص) للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين... الحسن (البصري) قال: لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب، قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها! قال معاوية: من لذراري المسلمين؟ فقال: أنا. فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة: نلقاه فنقول له الصلح). انتهى. ونحوه في مستدرك الحاكم: 3 / 174، وفيه: (فصالح الحسن معاوية وسلم الأمر له وبايعه بالخلافة على شروط ووثائق، وحمل معاوية إلى الحسن مالا عظيما! يقال خمس مائة ألف ألف درهم، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وإنما كان ولي قبل أن يسلم الأمر لمعاوية سبعة أشهر وأحد عشر يوما). انتهى.
لقد اختار بخاري من بين عشرات الروايات التي حفلت بها المصادر ورواها