مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج ٧ - الصفحة ٣٩٠

____________________
أجل الزحام وضغاط الناس فقال: " لا بأس " (1).
وفي الموثق عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يكون شيخا كبيرا أو مريضا يخاف ضغاط الناس وزحامهم يحرم بالحج ويخرج إلى منى قبل يوم التروية قال: " نعم " قلت فيخرج الرجل الصحيح يلتمس مكانا أو يتروح بذلك، قال: " لا " قلت:
يتعجل بيوم؟ قال: " نعم " قلت: يتعجل بيومين؟ قال: " نعم " قلت:
بثلاثة؟ قال: " نعم " قلت: أكثر من ذلك؟ قال: " لا " (2).
فائدة:
يوم التروية هو يوم الثامن من ذي الحجة، سمي يوم التروية لما رواه ابن بابويه في كتاب علل الشرائع والأحكام في الحسن، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سألته لم سمي يوم التروية يوم التروية؟ قال: " إنه لم يكن بعرفات ماء، وكانوا يستقون من مكة من المار بهم وكان يقول بعضهم لبعض ترويتم ترويتم فسمي يوم التروية لذلك " (3).
وحكى العلامة في المنتهى في ذلك وجها آخر، وهو أن إبراهيم عليه السلام رأى في تلك الليلة التي رأى فيها ذبح الولد رؤياه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم أم هو من الله تعالى، فسمي يوم التروية، فلما كان ليلة عرفة رأى ذلك أيضا فعرف أنه من الله تعالى فسمي يوم عرفة (4).
وروى ابن بابويه في وجه تسميته عرفة بذلك وجها آخر رواه في الحسن، عن معاوية بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن

(١) التهذيب ٥: ١٧٦ / ٥٩٠، الاستبصار ٢: ٢٥٣ / ٨٩٠، الوسائل ١٠: ٥ أبواب إحرام الحج ب ٣ ح ٣.
(٢) التهذيب ٥: ١٧٦ / ٥٨٩، الاستبصار ٢: ٢٥٣ / ٨٨٩، الوسائل ١٠: ٤ أبواب إحرام الحج ب ٣ ح ١، ورواها في الكافي ٤: ٤٦٠ / 1.
(3) علل الشرائع 435 / 1.
(4) المنتهى 2: 714.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست