وسأله سماعة عن جارية حاضت أول حيضها، فدام دمها ثلاثة أشهر قال: " أقراؤها مثل أقراء نسائها، فإن كن مختلفات فأكثر جلوسها عشرة أيام، وأقله ثلاثة أيام " (1) وقال الباقر عليه السلام: " المستحاضة تنظر بعض نسائها فتقتدي بأقرائها، ثم تستظهر على ذلك بيوم " (2).
وللشافعي قولان، أحدهما: ترد إلى أقل الحيض يوم وليلة، وتقضي صلاة أربعة عشر يوما، فإنها تترك الصلاة إلى أكثره، وبه قال أحمد في إحدى الروايات، وأبو ثور، وزفر، لأنه المتيقن، وما زاد عليه مشكوك فيه فلا نثبته بالشك (3).
والثاني: ترد إلى غالب عادة النساء ست أو سبع، وبه قال عطاء والثوري والأوزاعي، وإسحاق، وأحمد في إحدى الروايات (4)، لأن حمنة بنت جحش قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله أستفتيه فوجدته في بيت أختي زينب، فقلت:
يا رسول الله إن لي إليك حاجة، وإنه لحديث ما منه بد، وإني لأستحي منه، فقال: (ما هو يا بنتاه؟) قالت: إني امرأة أستحاض حيضة كبيرة شديدة، فما ترى فيها؟ فقال: (أثقب لك الكرسف؟) فقلت: هو أشد من ذلك، فقال: (تلجمي) فقلت: هو أشد من ذلك.
فذكرت الخبر إلى أن قال: (إنها ركضة من ركضات الشيطان، تحيضي في علم الله ستا أو سبعا ثم اغتسلي، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستيقنت فصلي أربعة وعشرين ليلة وأيامها، أو ثلاثة وعشرين ليلة وأيامها، وصومي