4 - إن العناوين التي ذكرناها في بداية كلام هذا البعض، والمأخوذة من كلماته وتعابيره، تعطينا فكرة عن طبيعة اللغة واللهجة التي يتحدث بها عن أنبياء الله سبحانه وتعالى؛ فإنها ليست لغة سليمة ولا مقبولة، مهما حاولنا التبرير والتوجيه، والالتفاف على الكلمات بالتأويل أو بغيره.
فهل يصح أن يقال: إن آدم عليه السلام وهو النبي المعصوم قد سقط أمام التجربة، أو إنه أساء إلى نفسه بانحرافه عن خط الرشد والمسؤولية في طاعة الله؟
أو إن آدم قد تعرض للحرمان الأبدي حين سقط في تجربة الإغراء؟!
أو إن الله حذر هذا النبي من تجربة الانحراف بتسويل إبليس؟!.
وهل يصح وصف آدم بالمنحرف؟، وما جرى له بالانحراف؟!
أم يصح أن يقال عن نبي: إنه لم يفكر جيدا؟!
أو يقال إنه لم يشعر أن ذلك يمثل تمردا على الله وعصيانا لإرادته؟!
أو إنه لم يأخذ الموضوع - فيما يرتبط بالأمر الإلهي - مأخذ الجدية والاهتمام؟!
أو إن جريمة آدم تمثلت له في مستوى الكارثة؟!
وماذا يعني أن ينسب إلى آدم استسلامه للجو الخيالي المشبع بالأحاسيس المتحركة مع الأحلام؟!
أو أن يقال: إن الله تعالى أراد تدريبه ليعي كيف تتحرك الخطيئة في نفسه في المستقبل؟! وكيف تبعده عن الله؟!
وهل يصح أن يقال عن نبي من الأنبياء: إنه سقط إلى درك الخطيئة؟!
أو أن يقال: إن إبليس قاد آدم إلى الموقف المهين؟!
أو إن هذا النبي قد أصبح منبوذا من الله سبحانه؟!
ألا ترى معي أنها عبارات تستعمل عادة لأقل الناس وأحطهم؟!
5 - وهل يمكن أن يقبل أحد مقولة أن هذا النبي لا يحمل فكرة فطرية عن التوبة فاحتاج إلى أن يتلقاها من الله سبحانه وتعالى؟!. وأية آية دلته على هذا النفي؟! فإن تلقي الكلمات من الله وتعليم الله سبحانه لآدم كلمات (هي أسماء أصحاب الكساء) أو دعاء مخصوصا، لا يعني أنه كان لا يدرك