حسن التوبة، ومطلوبيتها، فإن وجوب التوبة امر عقلي، ثابت في الشرع، والعقل يدرك حسنها كما هو معلوم لدى العلماء إذن فالذي علمه الله إياه من الكلمات - كما ورد في روايات أهل البيت (ع) - هو الدعاء، والاستشفاع بأهل البيت من أجل أن يتوسل بذلك إلى الله في توبته التي يدرك بعقله حسنها ومطلوبيتها لله سبحانه وليس في الآية أنه تعالى علمه ان يتوب.
6 - كما أننا نلاحظ: أنه يستقرب أن تكون الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، هي خصوص قوله تعالى (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) (1).
فإن هذه الكلمات تفيد أن آدم (ع) قد دعا بها ربه، طالبا أن يغفر له ويرحمه حتى لا يكون من الخاسرين. وليس هناك ما يدل على أنها هي الكلمات التي علمها الله لآدم.
7 - إن الأنسب والأوفق بسياق الآيات هو أن تكون الكلمات التي علمها الله لآدم هي تلك التي وردت في الروايات الكثيرة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، وهي أسماء الأئمة والحجج على الخلق عليهم أفضل السلام، لأنها هي الكلمات التي تحتاج إلى تعليم في مقام كهذا لكي يستشفع آدم (ع) بمسمياتها لما لهم (ع) من كرامة على الله.
وتكون هذه مناسبة جليلة يتعرف فيها آدم وذريته أكثر فأكثر على مقام هؤلاء الصفوة ليكون تعلقهم بهم أقوى، ومحبتهم لهم أشد، وتقربهم منهم ومن خطهم ونهجهم أولى وأتم..
ولا ندري لماذا لم يشر هذا البعض إلى هذه الأحاديث الكثيرة جدا التي صرحت بأن الكلمات التي علمها الله لآدم هي أسماء هؤلاء، وكيف ولماذا استقرب أنها - أي الكلمات - آية 23 من سورة الأعراف: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا..) مع أنه لا إشارة إلى ذلك أصلا لا في الآية ولا في الرواية. بل إن ما ورد في هذه الآية هو الموقف الطبيعي والعفوي الذي ينتظر صدوره من آدم عليه السلام من دون حاجة إلى أي تعليم (2).