لشخصية النبي (ص) " (1).
ويقول أيضا:
".. وقد نستوحي من هاتين الآيتين.. أن الأنبياء لا يتحدثون عن أنفسهم كثيرا للناس ليثيروا في حياتهم الشعور بالتعظيم والتقديس لهم.. بل هم - على العكس من ذلك - يعملون على تأكيد جانب البشرية في ذواتهم بشكل صريح مؤكد.. ويبرزون نقاط الضعف البشري بطريقة واضحة..
كما نجد ذلك فيما حكاه الله عن رسوله في حواره مع المشركين.. الذين طلبوا منه فعل بعض خوارق العادة التي يقترحها للدلالة على نبوته انطلاقا من عقيدتهم فيه بأنه مزود بطاقات هائلة يستطيع أن يقوم من خلالها بكل شيء يطلب منه.. فقد أجابهم بقوله (.. قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا..) وفيما حدثنا الله.. قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أتبع إلا ما يوحي إلي ربي وهكذا نلاحظ أن القرآن لم يتحدث عن الأنبياء إلا من خلال صفاتهم الذاتية المتصلة برسالتهم كما حدثنا عن حركة الرسالة في حياتهم وما لاقوا من عنت واضطهاد وتشريد.. وعن بعض نقاط الضعف البشري التي عاشوا في واقعهم الداخلي والخارجي.. من أجل إبعاد الناس عن الضلال والغلو ليظل التصور في العقيدة مشدودا إلى الواقع، بعيدا عن كل ضروب الخيال والمثال الذي قد يطوف في أخيلة الكثيرين وأفكارهم ".
ثم هو يقول:
الفكرة في خط التربية الإسلامية ".. وقد نحتاج إلى استيحاء هذا الأسلوب التربوي في دراساتنا وأبحاثنا التي فيها حياة الأنبياء والأئمة والأولياء، فنستغرق في الجوانب العملية في حركة الإسلام في حياتهم الشخصية والعامة لنبقى في خط الارتباط بالشخص من خلال الفكرة والرسالة والعمل، فيزيدنا ذلك ارتباطا بالخط الصحيح وابتعادا عن مواطن الخطأ والضلال في الطريق ولا نستغرق في الأسرار الخفية والغامضة التي يثيرها البعض في حديثه عن هذه الشخصية أو تلك ممن نعظم من شخصيات الأنبياء والأولياء. لأن الاستغراق في الجوانب الضبابية الغامضة التي لا نستطيع فهمها ولا تعقلها قد يؤدي بنا إلى الانحراف في التصور أو الوصول إلى درجة الغلو..
إن القضية ليست في واقعية هذه الصفات الممنوحة لهذه الشخصية أو تلك