والسلطان، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته، ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصول الملك! فغضب من كلامي، فأردت أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله إني أحلفك بالذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة وبحق حبيبه المصطفى إلا أخبرتني أشهدت يوم غدير خم؟ قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في علي قال: سمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقلت له: فإذا أنت يا أبا هريرة واليت عدوه وعاديت وليه! فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون). (الحنفي في مناقبه / 130، وسبط ابن الجوزي في تذكرته / 48).
لكن معاوية عندما سيطر على المسلمين نسي دم عثمان وأطله، وجعله تحت قدمه كشروط الصلح، ولم يهتم لاعتراض أولاد عثمان واستغاثتهم!
قال ابن كثير في النهاية: 8 / 141: (فتوجه (معاوية) إلى دار عثمان بن عفان فلما دنا إلى باب الدار صاحت عائشة بنت عثمان وندبت أباها، فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم فإن لي حاجة في هذه الدار، فانصرفوا ودخل فسكن عائشة بن عثمان وأمرها بالكف وقال لها: يا بنت أخي إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلما تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا منا شحوا علينا بحقنا وغمطناهم بحقهم، ومع كل إنسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته فإن نكثناهم نكثوا بنا، ثم لا ندري أتكون لنا الدائرة أم علينا؟ ولأن تكوني ابنة عم أمير المؤمنين أحب إلي أن تكوني أمة من إماء المسلمين ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك). (وروته مصادر عديدة كالبيان والتبيين / 467، والعقد الفريد / 1078، وشرح الأخبار: 2 / 113، وتاريخ دمشق: 59 / 154).