فارسية أهداها أحد دهاقين كسرى إلى الطبيب الحارث بن كلدة لأنه عالجه، فأتى بها إلى الطائف فولدت له أبا بكرة فلم يعترف به (تاريخ دمشق: 19 / 173)! وقيل كان عنينا فتزوجت غلاما اسمه عبيد وفتحت محلا للبغاء، فهي أمة الحارث وزوجة عبيد! وكان ابن كلدة خبيرا بالسموم وروي أنه عالج كسرى من السم. وقد استدعاه أبو بكر عندما بايعوه بالخلافة ليراقب طعامه من السم وكان لا يأكل إلا معه، فقال له يوما إرفع يدك فإن الطعام مسموم وأموت أنا وأنت معا بعد ثلاثة أيام وفي رواية بعد سنة! فمات أبو بكر وطبيبه! لكن لم يفتح أحد ملف اغتيالهما! (الطبقات: 3 / 198 وتاريخ دمشق: 30 / 409، والإصابة: 4 / 149، والرياض النضرة: 2 / 243، ومسائل الإمام أحمد / 75، وتخريج الدلالات السمعية للخزاعي / 47، والصواعق: 1 / 253، وتاريخ الخلفاء للسيوطي / 61).
أما سبب استلحاق معاوية له وجعله أخاه، فقد رأى أبو سفيان زياد بن سمية في المدينة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فأعجبه فادعى أنه ابنه لأنه زنى بأمه! فأراد معاوية بعد ثلاثين سنة أن يثبت كلام أبيه ولو كان ضد قول النبي (صلى الله عليه وآله)! فاستلحق زيادا فأطاعه القضاة والرواة! وصار اسم زياد عندهم: (زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه)! (بخاري: 2 / 183 / والمستدرك: 3 / 442).
قال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 194: (وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سفيان، وما وقع من أهل العلم في زمان بني أمية، فإنما هو تقية!).
وفي الإستيعاب: 2 / 526: (لما ادعى معاوية زيادا دخل عليه بنو أمية وفيهم عبد الرحمن بن الحكم فقال له: يا معاوية لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا قلة وذلة! فأقبل معاوية على مروان وقال: أخرج عنا هذا الخليع! فقال مروان: والله إنه لخليع إنه ما يطاق..). انتهى.