المسيب: فلقيني سعد بن أبي وقاص وأنا أريد المسجد فضرب عضدي ثم قال: إلحقني تربت يداك، فخرجت معه لا أدري أين يريد حتى دخلنا على مروان بن الحكم داره فلم أهب شيئا هيبتي له وجلست لئلا يعلم مروان أني كنت مع سعد فقال له سعد لما دخل عليه قبل أن يسلم: يا مري آنت الذي يزعم أن المال مال معاوية؟! فقال مروان: ما قلت ومن أخبرك؟ قال: آنت الذي يزعم أن المال مال معاوية؟ قال مروان: وقلت ذاك فمه؟ قال: فردد ذلك عليه قال: فقلت ذاك فمه؟ قال: فرددها عليه الثالثة قال: فقلت ذلك فمه؟ فرفع يديه إلى الله يدعو وزال رداؤه عنه وكان أشعر بعيد ما بين المنكبين فوثب إليه مروان فأمسك يديه، وقال: أكفف عني يدك أيها الشيخ إنك حملتنا على أمر فركبناه، فليس الأمر كذلك). (وتاريخ دمشق: 15 / 115، و: 38 / 250، وجمهرة نسب قريش / 131) ثم ما قيمة المال أمام ادعاءات الأمويين، فقد ذكرنا تفضيل الحجاج لعبد الملك على النبي (صلى الله عليه وآله) بدعوى أن محمدا رسول الله وعبد الملك خليفة الله، وخليفة الرجل في بيته وأهله أفضل من رسوله في حاجته!
وعلى هذه الأفكار والادعاءات التي تهدم أصول الإسلام، سار عبد الملك وأولاده وولاته في الأمصار أكثر من أربعين سنة! ولهذه الأفكار الكفرية الإستعلائية واجههم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومن أطاعهم وتأثر بهم من الأمة، حتى تراكم غضب الأمة على الأمويين وأطاحت بهم في ثورة العباسيين.
* *