وقد نصت المصادر على أنه كرر هذا التهديد خمس مرات: في خطبة التتويج في الشام، وبعد أن قتل ابن عمه عمرو بن سعيد، وفي المدينة، ومكة، والعراق!
قال الجصاص وهو من أكابر علمائهم: (ولم يكن في العرب ولا آل مروان أظلم ولا أكفر ولا أفجر من عبد الملك، ولم يكن في عماله أكفر ولا أظلم ولا أفجر من الحجاج! وكان عبد الملك أول من قطع ألسنة الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صعد المنبر فقال: إني والله ما أنا بالخليفة المستضعف يعني عثمان، ولا بالخليفة المصانع يعني معاوية! وإنكم تأمروننا بأشياء تنسونها منه في أنفسكم، والله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا ضربت عنقه)! (أحكام القرآن: 1 / 86) وحذف الجصاص (المأبون) وذكرها ابن خياط / 210، وابن عساكر: 37 / 135، والنهاية: 9 / 78، والبيان والتبيين / 294 ونثر الدرر / 385، وبعضهم جعلها: المأفون).
وقال البلاذري في أنساب الأشراف / 1774: (وحدثني المدائني عن مسلمة بن محارب قال: لما مات مروان صلى عليه عبد الملك ودفنه، ثم صعد المنبر فقال:
إني والله ما أنا بالخليفة المصانع ولا الخليفة المستضعف ولا الخليفة المطعون عليه! إنكم تأمرونا بتقوى الله وتنسون ذلك من أنفسكم، والله لا يأمرني أحد بعد يومي هذا بتقوى الله عز وجل إلا ضربت عنقه! ثم نزل). انتهى.
وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء / 170: (وأول خليفة بخل عبد الملك، وكان يسمى رشح الحجارة لبخله، ويكنى أبا الذبان لبخره (رائحة فمه الكريهة) قال: وهو أول من غدر في الإسلام، وأول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء... كان لمروان بن الحكم ولي العهد عمرو بن سعيد بن العاص بعد ابنه فقتله... خطبنا عبد الملك بين مروان فقال.. أما بعد فلست بالخليفة المستضعف يعني عثمان ولا الخليفة المداهن يعين معاوية ولا الخليفة المأفون يعني يزيد! ألا وإن من كان