أصحابه فلم يشعر الضحاك وأصحابه إلا بالخيل قد شدت عليهم ففزع الناس إلى راياتهم وقد غشوهم وهم على غير عدة فنادى الناس: يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس؟ فقال الضحاك: نعم أنا أبو أنيس عجز لعمري بعد كيس! فاقتتلوا ولزم الناس راياتهم وصبروا وصبر الضحاك... وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط! وكانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين). قال الطبري: 3 / 281: (وقاتل مروان الضحاك عشرين ليلة، ثم هزم أهل المرج وقتلوا وقتل الضحاك وقتل يومئذ من أشراف الناس من أهل الشام ممن كان مع الضحاك ثمانون رجلا كلهم كان يأخذ القطيفة، والذي كان يأخذ القطيفة يأخذ ألفين في العطاء..
. مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها قط من القبائل كلها).
وبعد معركة مرج راهط تحرك أنصار بني كلب ومروان في حمص فهرب واليها النعمان بن بشير فلحقوا به وقتلوه! وبذلك استطاع مروان بمساعدة المقادير ورئيس بني كلب وغسان أن ينقذ دولة بني أمية من سقوط محقق، وينقل الخلافة من آل أبي سفيان إلى أبنائه. ولكنه دفع حياته ثمنا لنقل ولاية العهد من أسرة معاوية إلى أسرته، كما يأتي.
إن هذه الحوارات والأحداث تكشف أمورا كثيرة:
منها: أن الخلافة عند هؤلاء رئاسة دنيوية محضة تتبع مصالح رؤساء القبائل وقادة الجيش، لذلك لا ترى في مناقشاتهم أثرا للإسلام ومصالح المسلمين! فتفكيرهم دنيوي عادي لا يحكمه دين ولا بعد نظر، إلا المصلحة الآنية والعصبية الشامية التي تحركوا بها وغذتها إسرائيليات كعب ومعاوية في تفضيل أهل الشام على الأمة، وأن خلافة الله في بلدهم! وفي مقابلهم القيسية أو النزارية الذين تعصبوا لابن الزبير وقبائل الحجاز واليمن، وكان منطقهم قبليا ماديا أيضا!
ومنها: أنك تعجب لهذه المقادير التي سمح لها الله عز وجل أن تعمل في مسار