حيا فأتقلدها ميتا... ولكن إذا مت فليصل علي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وليصل بالناس الضحاك بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم ويقوم بالخلافة قائم فلما مات صلى عليه الوليد وقام بأمر الناس الضحاك بن قيس، فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان بن الحكم على قبره فقال أتدرون من دفنتم؟ قالوا: معاوية بن يزيد فقال: هذا أبو ليلى! فقال أزنم الفرازي:
إني أرى فتنا تغلي مراجلها * فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا واختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء الأجناد ودعا إلى ابن الزبير: النعمان بن بشير بحمص، وزفر بن الحارث بقنسرين، ثم دعا الضحاك بن قيس بدمشق الناس سرا، ثم دعا الناس إلى بيعة بن الزبير علانية فأجابه الناس إلى ذلك وبايعوه له). انتهى.
وقال اليعقوبي في تاريخه: 2 / 253: (ثم ملك معاوية بن يزيد بن معاوية، وأمه أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة، أربعين يوما وقيل بل أربعة أشهر، وكان له مذهب جميل فخطب الناس فقال: أما بعد حمد الله والثناء عليه أيها الناس، فإنا بلينا بكم وبليتم بنا، فما نجهل كراهتكم لنا وطعنكم علينا، ألا وإن جدي معاوية بن أبي سفيان نازع الأمر من كان أولى به منه في القرابة برسول الله وأحق في الاسلام، سابق المسلمين، وأول المؤمنين، وابن عم رسول رب العالمين، وأبا بقية خاتم المرسلين، فركب منه ما تعلمون وركبتم منه ما لا تنكرون، حتى أتته منيته وصار رهنا بعمله. ثم قلد أبي وكان غير خليق للخير فركب هواه واستحسن خطأه وعظم رجاؤه، فأخلفه الأمل وقصر عنه الأجل، فقلت منعته، وانقطعت مدته، وصار في حفرته، رهنا بذنبه وأسيرا بجرمه. ثم بكى وقال: إن أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه، وقد قتل عترة الرسول وأباح الحرمة وحرق الكعبة، وما أنا المتقلد أموركم ولا المتحمل تبعاتكم فشأنكم أمركم، فوالله لئن كانت الدنيا مغنما