قال فلم يلبثوا بعدها إلا أياما حتى طعن (مرض مرض الموت) فدخلوا عليه فقالوا له: استخلف على الناس من تراه لهم رضا. فقال لهم: عند الموت تريدون ذلك؟ لا والله لا أتزودها! ما سعدت بحلاوتها فكيف أشقى بمرارتها، ثم هلك رحمه الله ولم يستخلف أحدا).
معاوية الثاني شتم مروان بن الحكم وطرده من الأمور الملفتة ثقة معاوية الثاني بالوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان أكبر بني أمية سنا، فقد أوصى أن يصلي على جنازته (كما تقدم، وفي تاريخ دمشق: 59 / 299).
والأمر الأهم موقفه من مروان، فقد ورد ذكر مروان في عدة أحداث تدل على دوره في تلك الأيام، فعندما أعلن معاوية أنه يريد التخلص من الحكم طلب منه مروان أن يعين شورى أموية ليدخل فيها وواصل الإلحاح على طلبه فلم يقبل ورده بعنف! قال في تاريخ دمشق: 59 / 302: (ومات معاوية بن يزيد في طاعون كان وقع في الشام (!) وجهد به مروان أن يجعل لهم عهدا فأبى! ولما توفي صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان). انتهى.
وتواصل إصرار مروان وإهانته للخليفة الجديد فشتمه وطرده! قال البلاذري في أنساب الأشراف / 1328، بسند صحيح عندهم: (وحدثني هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم قال: دخل مروان بن الحكم على معاوية بن يزيد فقال له: لقد أعطيت من نفسك ما يعطي الذليل المهين ثم رفع صوته فقال: من أراد أن ينظر في خالفة آل حرب بن أمية فلينظر إلى هذا! فقال له معاوية: يا ابن الزرقاء! أخرج عني لا قبل الله لك عذرا يوم تلقاه). انتهى.
وهي حادثة تدل على نظرة معاوية الثاني السلبية إلى مروان حيث دعا عليه أن يدخله الله النار بجرائمه ولا يقبل له عذرا! وتدل على أنه يعتقد بما وصف به