الحسن (عليه السلام) محذوفة من طبعتها، حتى طبعها السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله). وها هو سبط ابن الجوزي المتوفى سنة 654 يقول في تذكرته / 211: (وقال ابن سعد في الطبقات: سمه معاوية مرارا لأنه كان يقدم عليه الشام هو وأخوه الحسين). (الغدير: 11 / 11). ولا وجود له الآن في نسخة الطبقات!!
الاتجاه الثالث، حاول منهم أن يجعلوا الجريمة في رقبة يزيد ويبرئوا معاوية!
قال في عون المعبود: 11 / 127: (وكان وفاة الحسن رضي الله عنه مسموما، سمته زوجته جعدة بإشارة يزيد بن معاوية سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين أو بعدها).
وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء / 150، وفي طبعة / 192: (توفي رضي الله عنه بالمدينة مسموما سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، دس إليه يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال: إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا وكانت وفاته سنة تسع وأربعين). (ونحوه في تاريخ دمشق: 13 / 284، والمنتظم: 5 / 226، والصواعق المحرقة: 2 / 413، تهذيب الكمال: 6 / 253، وسمط النجوم: 3 / 102، وغيرها).
الاتجاه الرابع، أظهر بعضهم التوقف في الأمر! فقال لا نعلم هل قتله معاوية أو يزيد!! كما فعل أبو الفداء في تاريخه / 231: (وتوفي الحسن من سم سقته زوجته جعدة بنت الأشعث، قيل فعلت ذلك بأمر معاوية وقيل بأمر يزيد بن معاوية، ووعدها أنه يتزوجها إن فعلت ذلك فسقته السم وطالبت يزيد أن يتزوجها فأبى...). انتهى. وبعضهم أبهم خوفا من المعاوين وتكلم بصيغة المبني للمجهول كما فعل الحاكم في المستدرك: 3 / 176، قال: (سمت ابنة الأشعث بن قيس الحسن بن علي وكانت تحته ورشيت على ذلك مالا)!
الاتجاه الخامس، اكتفى بعضهم بنقل الأقوال: قيل، يقال، سمعنا أنه معاوية!