أهل بيتك؟ قال: لا أدري ما حدث إلا أني أراك مستبشرا وقد بلغني تكبيرك وسجودك! قال: مات الحسن. قال: إنا لله يرحم الله أبا محمد ثلاثا، ثم قال: والله يا معاوية لا تسد حفرته حفرتك، ولا يزيد نقص عمره في يومك، وإن كنا أصبنا بالحسن لقد أصبنا بإمام المتقين وخاتم النبيين، فسكن الله تلك العبرة وجبر تلك المصيبة، وكان الله الخلف علينا من بعده).
وفي أخبار الدولة العباسية / 42: (عن معمر عن إدريس ومحمد بن إسحاق قال: ثم إن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية يخبره بمرض الحسن بن علي وأنه رأى أن به السل! فكتب إليه معاوية: لا تغيبني خبره يوما فكان يأتي خبره معاوية كل يوم! فقال رجل من قريش: إني الباب في اليوم الذي جاء فيه نعي الحسن بن علي (عليه السلام) إذ مر يزيد بن معاوية داخلا على أبيه فأدخلني فما مر بباب إلا قالوا: مرحبا بابن أمير المؤمنين حتى انتهى إلى البيت الذي فيه معاوية، وإذا امرأته بنت قرظة تعطره وتسرح لحيته، فلما رأتنا امرأته قالت: وا سوأتاه أتدخل علينا الرجال؟ فقال لها: أسكتي وإلا عزمت على أمير المؤمنين أن يتزوج أربع قرشيات كلهن يأتين بغلام يبايع له بالخلافة! فقال لها معاوية: أسكتي فلو عزم علي يزيد لم أجد بدا من إنفاذ عزيمته! فقامت فلم تقدر على النهوض حتى وضعت يدها على الأرض ثم ارتفعت، فلما ولت قال معاوية: ما كنا لنغيرها. قال يزيد: وما كنت لأعزم عليك إنما قلت ما قلت لأذعرها! فإنا كذلك إذ دخل شيخ طوال كان على الصائفة فسأله معاوية عن أمر الناس والجند، فبينا نحن كذلك إذ دخل غلام معاوية فقال: يا أمير المؤمنين بشراي! قال: وما ذلك؟ قال: في هذه الصحيفة ما تحب. قال: لك بشراك، فدفعها إليه ولما قرأها خر ساجدا ثم رفع رأسه، فعرفنا السرور في وجهه فنعى الحسن بن علي، فبكى الشيخ وانتحب ووضع يده على