بالأحجار أيضا! (فلك النجاة لفتح الدين الحنفي / 55) ولا شئ من ذلك ببعيد على طبيعة بني أمية ومرتزقتهم! خاصة وأن جنازة عثمان أهينت ومنع المسلمون دفنها في مقابر المسلمين! وعندما أمر علي (عليه السلام) بدفنها وحماها، أرسل طلحة بن عبيد الله سفلة فرموها بالحجارة!
قال الطبري في تاريخه: 3 / 438: (عن أبي بشير العابدي قال: نبذ عثمان ثلاثة أيام لا يدفن، ثم إن حكيم بن حزام القرشي ثم أحد بني أسد بن عبد العزى وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف كلما عليا في دفنه وطلبا إليه أن يأذن لأهله في ذلك ففعل وأذن لهم علي، فلما سمع الناس بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة وخرج به ناس يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يقال له حش كوكب، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم! فلما خرج على الناس رجموا سريره وهموا بطرحه فبلغ ذلك عليا فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلوا، فانطلق حتى دفن في حش كوكب! فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بهدم ذلك الحائط حتى أفضى به إلى البقيع فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل ذلك بمقابر المسلمين). انتهى.
وكان ينبغي لمروان يسجل شكره لعلي (عليه السلام) الذي أوقف حجارة طلحة التيمي عن جنازة عثمان! ولكنه انتقم من ذلك بحجارة على جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) الهاشمي! ولا تفسير لذلك إلا أن مروان يكره عترة النبي (صلى الله عليه وآله) الأطهار (عليهم السلام) بسبب أنه ملعون بن ملعون! (المستدرك: 4 / 526، وصححه، وصححه علماؤهم).
ولا بد أن مروان بعد أن رجع من تشييع الإمام الحسن (عليه السلام) وجفت دموع عينيه، شكر مرتزقته على رمي الجنازة بالسهام والحجارة وكافأهم! كما شكره معاوية وكافأه، فعزل سعيد بن العاص لأنه كان لينا مع بني هاشم، وعينه واليا مكانه!