الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٦
بل حكى العلامة البهبهاني في ترجمة فارس بن حاتم: " أن نصر بن الصباح كتب كتابا في الرد على الغلاة ". (1) فيمكن القول بأن نسبة الغلو إليه من الكشي والنجاشي وابن الغضائري من جهة أن كثيرا من القدماء ولا سيما من القميين منهم وابن الغضائري يعتقدون في الأئمة (عليهم السلام) منزلة خاصة من الرفعة بحسب اجتهادهم، وما كانوا يجوزون التعدي عنها، بل كانوا يعدون التعدي عنها ارتفاعا وغلوا على حسب اعتقادهم، كما عن الصدوق وشيخه ابن الوليد من الحكم بالغلو فيمن أنكر سهو النبي (صلى الله عليه وآله). (2) ونسبة الغلو من العلامة (3) لعلها من جهة الاعتماد على الكشي والنجاشي وابن الغضائري، بل هو الظاهر، كيف لا! والعلامة كثير المتابعة للنجاشي تحصيلا ونقلا، وقد اتفقت منه اشتباهات كثيرة من باب شدة العجلة في متابعة النجاشي.
ويظهر الحال بالرجوع إلى الرسالة المعمولة في باب النجاشي بل كثرة رواية الكشي عنه تدل على حسن حاله، بل حكم بعض الأعلام بأن الظاهر من كثير من الروايات المروية عنه في الكشي براءته من الغلو، كيف! وقد حكم بعض بالاعتماد على محمد بن إسماعيل النيشابوري؛ لاعتماد الكشي عليه، (4) ورواية الكشي عن نصر بن الصباح أكثر من روايته عن محمد بن إسماعيل بكثير.

١. تعليقة الوحيد البهبهاني: ٢٥٧.
٢. انظر الفقيه ١: ٢٣٥، ذيل حديث ١٠٣١، باب أحكام السهو في الصلاة.
٣. قوله: " ونسبة الغلو من العلامة " وإنما لم يذكر ابن داود؛ لأن قوله خال من باب الرواية، أعني الحكاية عن الكشي وابن الغضائري، لا من باب الدراية. وربما جرى المولى التقي المجلسي على أن المحكيات بالرموز من باب الدراية والرواية معا. وليس بشيء، وقد قدر الحال في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن محمد بن إسحاق (منه عفي عنه).
4. منتهى المقال 5: 360.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست