متبوعين فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق ومنها ان الخلق إذا أقروا للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبر أحد منهم ان يتبع ولده ويطيع ذريته، ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول فكان كل واحد منهم في نفسه انه أولى به من غيره، ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسخ أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم [دونهم] فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفناء (1) والنفاق والاختلاف.
330 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبي (ره) عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) قال: الأئمة من ولد على وفاطمة عليهما السلام إلى أن يقوم الساعة.
331 - وباسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما انزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدى، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منى السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سمي وكني حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته فقال عليه السلام أي والذي بعثني بالنبوة انهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه الاعن أهله.