قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من علفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون قال. هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا واستيقنوا انهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز ذكره، فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين الا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
436 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل المدينة من وقعة أحد نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تخرج في اثر القوم ولا يخرج معك الامن به جراحة: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداونها فخرجوا على ما بهم من الألم والجرح، فلما خرج بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله حمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء. قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد نرجع ونغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم وكبشهم (1) يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسئلوه الخبر؟ فقال:
تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب، فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي فقال أبو سفيان: أين تريد؟ قال المدينة لامتار لأهلي طعاما (2) قال هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم ان حلفاء ناو موالينا قد وافونا من الأحابيش (3) حتى يرجعوا عنا ولك عندي عشرة قلائص (4) أملاها تمرا وزبيبا؟ قال، نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، أين تريدون؟ قالوا قريشا قال: ارجعوا