أبى عبد الله عليه السلام قال: لما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر الله إبراهيم عليه السلام ان يبنى البيت فقال: يا رب في أي بقعة؟ قال: في بقعة التي أنزلت على آدم القبة، فأضاء لها الحرم فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح عليه السلام، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا الا موضع البيت، فسمى البيت العتيق، لأنه أعتق من الغرق، فلما أمر الله عز وجل إبراهيم ان يبنى البيت ولم يدر في أي مكان يبنه فبعث الله جبرئيل عليه السلام، فخط له موضع البيت، فأنزل الله عليه القواعد من الجنة، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج، فلما مسه أيدي الكفار سود، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء تسعة أذرع، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم عليه السلام، ووضعه في موضعه الذي هو فيه الآن، فلما بنى جعل له بابين، بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم القى عليه الشجر والإذخر، وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها، وكانوا يكنسون تحته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 377 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام ان إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية وكان أبوه يقول له وهما يبنيان البيت، يا إسماعيل هابى ابن أي اعطني حجرا فيقول له إسماعيل. بالعربية يا أبة هاك حجرا، فإبراهيم يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة قال عز من قائل ومن ذريتنا أمة مسلمة 378 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام ان المراد بالأمة بنو هاشم خاصة 379 - في تفسير العياشي عن أبي عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت.
اخبرني عن أمة محمد صلى الله عليه وآله من هم؟ قال أمة محمد بنو هاشم خاصة قلت: فما الحجة في أمة محمد انهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم؟ قال قول الله: (وإذ يرفع القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم) فلما أجاب الله إبراهيم وإسماعيل وجعل من ذريتهما أمة مسلمة، وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الأمة يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وردف إبراهيم وإسماعيل دعوته الأولى بدعوته الأخرى وسئل تطهيرا من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال، واجنبني وبنى