يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
326 - وفيه قال أبو جعفر عليه السلام ان أداء الصلاة والزكاة والصوم والحج من الأمانة 327 - وروى عنهم عليهم السلام انهم قالوا آيتان أحدهما لنا والأخرى لكم، قال الله سبحانه (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية ثم قال: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم الآية 328 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) قال إيانا عنى ان يؤدى الأول إلى الامام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح (وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) الذي في أيديكم، ثم قال للناس (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا.
329 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال فلم جعل أولي الأمر وامر بطاعتهم؟
قيل: لعلل كثيرة منها ان الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا ألا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك، ولا يقوم الا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم فيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والاحكام ومنها انا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا الا بقيم ورئيس لما لأبدلهم منه في أمر الدين، فلم يجز في حكم الحكيم ان يترك الخلق مما يعلم أنه لأبدلهم منه ولاقوام الا به، فيقاتلون فيه عدوهم ويقسمون به فيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.
ومنها انه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنة والاحكام، ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون، وشبهوا