باب أن الوالدين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما (1). وهما أبوا هذه الأمة وأجيراها ومولياها (2).
ما يدل على أن آباء النبي (صلى الله عليه وآله) من لدن آدم إلى عبد الله كلهم موحدون مطهرون، ساجدون لله رب العالمين، منزهون عن دنس الشرك والكفر، قال تعالى: * (وتقلبك في الساجدين) * يعني كان انتقاله من آدم إلى ساجد، ومن ساجد إلى ساجد إلى أبيه عبد الله.
النبوي (صلى الله عليه وآله) في حديث قال: ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء، وأرحام الأمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب (3).
والنبوي الآخر: فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فقسمنا نصفين - الخ (4).
الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله كان إذ لا كان. فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا صلوات الله عليهما، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ كون قبلهما. فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله (5). إلى غير ذلك من الروايات المتواترة الدالة على ذلك الموافقة للكتاب. والروايات مذكورة في البحار (6).