فقال: أنا اخترتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة فبكى وقال:
أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي * هدانا به الرحمن من غمة الجهل ونفديك حوبائي وما قدر مهجتي * لمن أنتمي معه إلى الفرع والأصل ومن كان لي مذ كنت طفلا ويافعا * وأنعشني بالعل منه وبالنهل ومن جده جدي ومن عمه أبي * ومن نجله نجلي ومن بنته أهلي ومن حين آخا بين من كان حاضرا * دعاني وآخاني وبين من فضلي لك الفضل إني ما حييت لشاكر * لإحسان ما أوليت يا خاتم الرسل بيان: الحوباء بالفتح: النفس. والفرع: الأولاد والأحفاد. والأصل: الآباء والأجداد. أي أولادي أولاده وآبائي آباؤه. وأيفع الغلام: ارتفع فهو يافع. ولعل:
الشرب الثاني. والنهل: الشرب الأول. والنجل: النسل (1).
أحاديث المؤاخاة بينهما كثيرة. جملة منها مع رواتها من طرق العامة في كتاب الغدير (2).
بيان النبي (صلى الله عليه وآله) كيفية الإخوة (3).
كانت المؤاخاة في السنة الأولى (4). وكان آخى بين الأشكال والأقران.
فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن حتى آخى بينهم جميعا على قدر منازلهم، ثم قال: أنت أخي وأنا أخوك يا علي. وما جلس علي (عليه السلام) على المنبر إلا قال: أنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقولها بعدي إلا كذاب.
بصائر الدرجات: عن الباقر (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث قال:
وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدهم أشد بقية