بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد يا ذا المنن السابغة والآلاء الوازعة، صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها.
وبعد، لقد بذلت الفرقة المتمسكة بحبل آل الرسول منذ صدر الإسلام عناية فائقة في حفظ آثار النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين مما ورد عنهم في المعارف الإلهية ومناسك العبودية والأحكام المتقنة الحافظة لنظامهم والضامنة لسعاداتهم.
فشمرت طائفة منهم ذيول الجد وبذلوا الجهد وعمدوا إلى تدوين جوامع حديثية وموسوعات روائية، كان من أجمعها ما ألفه فخر الشيعة وحافظ الشريعة غواص بحار الحقائق ومحيي مذهب الإمام الصادق ذو الفيض القدسي العلامة المجلسي - أعلى الله مقامه - وسماه ب " بحار الأنوار " الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار في أكثر من مائة مجلد بالطبع الحديث.
ومن أجل تيسير الانتفاع بهذه الموسوعة ألف المحدث الخبير والمتتبع البصير الحاج الشيخ عباس القمي (قدس سره) فهرسا جامعا لها سماه " سفينة البحار " مبتكرا لأسلوب جديد في عرض محتويات البحار.
وقد اقتفى أثره مؤلفنا الحجة الحاج الشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره) فدون كتابه الماثل بين يديك " مستدرك سفينة البحار " تدارك فيها ما فات عن الشيخ القمي، وتوسع في عرض موضوعاتها ومطالبها بحيث وصل هذا الأثر الخالد إلى عشرة مجلدات، طبعت الخمسة الأولى منها في حياة المؤلف (رحمه الله) وبإشراف منه على طبعها، ثم طبعت مرة ثانية بتمام مجلداتها برعاية نجله الفاضل الحاج الشيخ حسن النمازي - دام ظله -.