ما من الشيطان، في طبيعة الأمنية أي في الداخل على شكل خطورات في البال أو في الذهن.. الخ.. حيث قال تعالى: (ألقى الشيطان في أمنيته) ثم فسر قوله تعالى:
(فينسخ الله ما يلقي الشيطان) بالإزالة من فكر النبي وقلبه.
ولكنه هو نفسه قد عاد وادعى أن هذه الخطورات تنعكس على السلوك والممارسة، وتنشأ عنها آثار سلبية في الواقع الخارجي، فيضعف المؤمنون ويقوى الكافرون بسبب ذلك. وذلك ليتمكن من تفسير قوله تعالى: (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض). لأن مجرد الخطورات الذهنية لا توجب الافتتان من أحد ما لم تظهر على صعيد الواقع حركة وسلوكا وموقفا.
وبذلك يكون هذا البعض قد قرر للآية معنى يسيء إلى العصمة، حيث تستقر هذه الخطورات في النفس وتترجمها بالممارسة كما أنه قد خالف ظاهر الآية أيضا لأن الآية تقول إن نفس ما ألقاه الشيطان هو الذي يكون فتنة للذين في قلوبهم مرض، فإذا كان هو هذه الخطورات الذهنية وحسب، فإنها لا يعرفها الناس ولا يرونها. فكيف يفتتنون بها!؟ فلا بد من التأويل في الآية لتنطبق على الحركة والسلوك الخارجي للنبي (ص). بادعاء أنها هي الخطورات الذهنية بسبب تجسدها فيه.
والنتيجة هي: أن ما ألقاه الشيطان له معنيان:
أحدهما: الخطور في البال والقلب في قوله تعالى (ألقى الشيطان في أمنيته) وفي قوله تعالى (فينسخ الله ما يلقي الشيطان).
الثاني: الحركة الخارجية والسلوك والممارسة: وذلك في قوله تعالى:
(ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض).
ثم هو يقصد بالأمنية معنيين:
أحدهما: الرغبة والتمني، وذلك في قوله تعالى: (في أمنيته) وقوله:
(فينسخ الله ما يلقي الشيطان).
الثاني: ما نشأ عن الرغبة من حركة وسلوك، ومن مشاكل وآثار في الواقع الخارجي. وهو الذي افتتن به الذين في قلوبهم مرض، في قوله تعالى:
(ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض).
والذي ذكرناه نحن في معنى الآية، وكذلك الذي ذكره العلامة الطباطبائي