ويقول هذا البعض أيضا:
" إن ذلك يحصل لجميع الأنبياء في المواقف الصعبة التي يواجهونها ".
ولا ندري كيف نوفق بين أقواله هذه وبين قوله الذي أورده تتمة له: " من دون أن يسيء إلى فكرة العصمة في الذات أو العصمة في التبليغ " إلى أن قال:
" فإن العصمة لا تلغي العنصر الإنساني الذاتي في شخصيته، بل تلغي الحركة المنحرفة في خط العقيدة التي يعتقدها، والفكرة التي يتبناها والكلمة التي يقولها، والحركة التي يتحرك فيها ".
فهل يتوافق هذا مع قوله:
" إن الذي ألقاه الشيطان قد انعكس على بعض ممارسات النبي (ص) وتجسد استماعا وانجذابا عاطفيا إليهم، وإقبالا عليهم، وموقفا مهادنا لهم، ومجاملا لعقيدتهم، وأدى إلى تقوية الكافرين وإلى اهتزاز الموقف في حركة الرسالة، وإلى إضعاف المؤمنين. وإن الشيطان قد ألقى ما ألقاه في فكر النبي وفي قلبه ؟!.
وأين هي العصمة في الحركة التي يتحرك فيها هذا النبي، وفي الأسلوب الذي ينتهجه ويمارسه، لا سيما وأنه يلتزم أحيانا كثيرة بما يسميه بالعصمة التكوينية، فأين العصمة مع كل هذا، وأين تكوينيتها التي الزم نفسه بها!؟.
وأي خلل أعظم من هذا الخلل الذي حصل بسبب ما ألقاه الشيطان؟! وبسبب ممارسات النبي التي نشأت عن ذلك؟!
3 - ألا يعتبر كل هذا الذي حدث بسبب ما يطفو على سطح بعض ممارسات النبي (ص) مما نشأ عن إلقاء الشيطان، ألا يعتبر ذلك كله ناشئا عن جهل النبي - والعياذ بالله - تكليفه الشرعي، وخطأه في تشخيص الوظيفة في مقام التبليغ؟!.
وإذا كان ذلك قد أوجب كل تلك السلبيات التي ذكرها هذا البعض، حسبما ذكرناه آنفا، فإن المصيبة تصبح بالنسبة لحفظ الدين ونشره أعظم وأخطر، وأدهى وأكبر. حيث لا يبقى وثوق بالنبي (ص) حتى من ناحية تبليغ الرسالة وحفظ رسوم الشريعة.
لا سيما إذا كان ذلك سيحصل لجميع الأنبياء، ولا يتعلم لاحقهم من سابقهم، وآخرهم من أولهم!.