فعلية.. لكنه أكد على أن الآية تتحدث عن إمكانية حدوث ذلك لنبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله)، أي أنه يمكن أن يتعقد أو أن يختنق بأزمته، واعتبر أن هذا هو السبب في الإتيان بكلمة لعل، في قوله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك (.
ولكن من الواضح: أنه حتى احتمال حصول ذلك للأنبياء مرفوض جملة وتفصيلا.. فالنبي لا يتعقد، ولا يختنق بأزمته، ولا يضعف إلى درجة أن يبحث دائما عن الهروب إلى آخر ما هنالك مما ذكره..
2 - إنه قد ذكر أخيرا احتمال أن يكون ذلك عملا إيحائيا للعاملين من خلال النبي (صلى الله عليه وآله)، الا يستسلموا لهذه الحالة فيما لو واجهوا مثلها.
ونقول له:
إنه إذا كان هذا الاحتمال كافيا في إعطاء الخطاب في الآية قيمته، وحيويته، فلماذا تثار احتمالات فيها انتقاص لمقام النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين؟!
3 - بل إنه حتى لو لم يهتد هذا البعض إلى هذا المعنى الذي تشير إليه الآية فإنه لا يحق له إبداء احتمالات لا يشك عاقل في أنها تتنافى مع حقيقة النبوة، ومع مقام النبي المعصوم.. بل عليه أن يعترف بالعجز عن فهم المراد من الآية، ويرجع علمها إلى أهله، وهم الراسخون في العلم من أهل بيت النبوة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
4 - ولماذا لم يلتفت هذا البعض إلى ما ذكره العلامة الطباطبائي، من أن هذه الآية تريد أن توبخ الكفار على استمرارهم في العناد، والتحدي.. وضرب مثلا لذلك، بملك تمرد عليه بعض ضعفاء رعيته، فبعث إليهم عاملا له برسالة يقرؤها عليهم تدعوهم إلى السمع والطاعة، وتلومهم على تمردهم، واستكبارهم، فيردون على رسوله ما بلغهم إياه، فيكتب إليهم رسالة ثانية، ويأمره بقراءتها عليهم، وإذا فيها:
(لعلك لم تقرأ كتابي عليهم خوفا من أن يقترحوا عليك أمورا تعجيزية، أو أنهم زعموا أن الكتاب ليس من قبلي، وإنما هو مفترى منك؟!.
فإن كان الأول، فإنما أنت رسول ليس عليك إلا البلاغ.
وإن كان الثاني، فإن الكتاب بخطي، كتبته بيدي، وختمته بخاتمي)..