ونقول في دفاعه هذا:
إن ما ذكره من دلائل وشواهد لا يصلح لذلك، وذلك لما يلي:
أ - إن هذا الانشقاق قد حصل في نصف الكرة الأرضية حيث يوجد الليل دون النصف الآخر حيث يوجد النهار.
ب - في هذا النصف قد لا يلتفت أكثر الناس إلى ما يحصل في الأجرام السماوية، إذا كان ذلك بعد نصف الليل، حيث الكل نائمون.
ج - لربما يكون في بعض المناطق سحاب يمنع من رؤية القمر.
د - إن الحوادث السماوية إنما تلفت النظر إذا كانت مصحوبة بصوت كالرعد، أو بأثر غير عادي كقلة نور الشمس في الكسوف، إذا كان لمدة طويلة نسبيا.
ه - هذا كله عدا عن أن السابقين لم يكن لهم اهتمام كبير بالسماء وما يحدث لأجرامها.
و - لم يكن ثمة وسائل إعلام تنقل الخبر من أقصى الأرض إلى أقصاها بسرعة مذهلة لتتوجه الأنظار لما يحدث.
ز - إن التاريخ الموجود بين أيدينا ناقص جدا، فكم كان في تلك المئات والآلاف من السنين الخالية من كوارث، وزلازل، وسيول عظيمة، أهلكت طوائف وأمما، وليس لها مع ذلك في التاريخ أثر يذكر، بل إن زرا دشت - وقد ظهر في دولة عظيمة وله أثر كبير على الشعوب على مدى التاريخ - لا يعرف أين ولد وأين مات ودفن، بل يشك البعض في كونه شخصية حقيقية أو وهمية.
7 - وبعد ما تقدم نقول: إنه لا يجب أن يعرف جميع الناس بانشقاق القمر، ولا أن يضبطه التاريخ بشكل دقيق. بل اللازم هو معرفته من قبل من ظهرت هذه المعجزة عنده من أجل إقناعه.
8 - إن إنكاره لمضامين الأحاديث التي أجمع عليها المسلمون سوى من استثناهم هذا البعض - وهم فقط ثلاثة أشخاص: الحسن البصري، وعطاء، والبلخي - إن إنكاره له - استنادا إلى هذه الاستبعادات، الاستنسابية مع وجود هذه المعطيات التي قدمناها ليس له ما يبرره.