وهذا من الأمور البديهية والواضحة لدى العلماء.
2 - إن هذا البعض قد قبل بالمناقشة التي تقول؛ (لو كان الانشقاق قد وقع لكان اللازم نزول العذاب، لأن هذه معجزة اقترحها المشركون، وقد استجاب الله لاقتراحهم حسب الفرض، فحيث لم يؤمنوا فإن اللازم هو نزول عذاب الاستئصال عليهم، كما هو الحال في الموارد المشابهة).
ونقول:
أ - قال الله سبحانه: (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون، ولكن أكثرهم لا يعلمون) (1).
فهذه الآية تعطينا أن الله لم يكن لينزل عليهم العذاب ونبي الله الأكرم (ص) موجود فيما بينهم.
ب - إن هذا البعض نفسه قد ذكر ثلاث روايات عن وقوع حادثة شق القمر، ويلاحظ أن اثنتين منها لم تذكرا أن أهل مكة قد اقترحوا على الرسول ذلك، فإذا طرحنا الرواية الثالثة، لأجل ضعف سندها، ولم نحمل المطلق على المقيد، لأجل ذلك، فإن ذلك لا يحتم علينا رفض الروايات المطلقة التي تنسجم مع الظهور القرآني، إذ لعلها كرامة أكرم الله بها نبيه ابتداء منه تعالى بهدف إقامة الحجة على المشركين تماما كما هو الحال في تسبيح الحصى في يديه، وسجود الشجر له، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة، وتكليم الحيوانات له (ص)، وغير ذلك.
ج - ولنفترض أننا حملنا مطلق الروايات على المقيد منها، وقلنا إن انشقاق القمر قد حصل باقتراح منهم فكما أنه لا يجب على النبي (ص) قبول كل اقتراح فلا يجب أيضا أن يرد كل اقتراح.
و مع هذا فليس كل آية مقترحة توجب نزول العذاب، بل ما يوجب ذلك هو ما يكون اقتراحا يمثل التحدي له من قبل عامة الناس، بحيث يكون