الاخبار بلا توقف، فيدور الامر بين الطعن فيما فهموه جميعا بلا توقف هذا من جهة، أو الطعن في صحة فهمه هو من جهة أخرى، والأمر موكول إلى القارئ المنصف لا سيما بعد ظهور عدم صحة ما استند اليه في فهم هذا وهو لزوم نزول العذاب في المعجزات المقترحة.
5 - قال فيما تقدم:
" وقد نلاحظ في هذا المجال ضرورة التدقيق في كلمة مستمر، التي تعني انطلاق التهمة قبل الآية لتكون مستمرة بعدها، مما قد يتنافى مع انطلاق تهمة السحر من خلالها ".
وقد اعتبر ذلك مؤيدا لمقولة أن يكون المراد بالآية الأولى التذكير بالأجواء التي توحي بيوم القيامة. ويكون قوله تعالى:
(وإن يروا آية يعرضوا..) الخ.. من قبيل قولهم عنه إنه ساحر دون أن تكون مرتبطة بحادثة معينة.
ونقول:
أ - إن التدقيق في كلمة مستمر لا يجديه نفعا، لأن مقصودهم بها أن هذا الذي يرونه من انشقاق القمر ما هو بزعمهم إلا استمرار لممارساته السحرية التي رأوا العديد من مفرداتها، فهذه الحادثة قد جعلتهم يجددون اتهامهم إياه بهذه التهمة الباطلة. وتكون تهمة السحر له قد انطلقت من هذه الحادثة بالذات، ولكنها تهمة لاحظ من أطلقها مجموعة أحداث أراد أن يبرر بها عودته لإطلاق هذا الاتهام بالذات.
ب - إن من الواضح أن اعتبار الآيات في سياق واحد أولى من فصلها عن بعضها البعض، لا سيما إذا جاءت الرواية لتؤكد وحدة هذا السياق، وترابط الآيات بعضها مع بعض.
فالإصرار على تجاهل الرواية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم الصالحة للقرينية على وجود هذا الارتباط السياقي أمر لا مبرر له على الاطلاق.
6 - قد دافع عن القول: بأن غفلة الناس عن هذا الأمر الخطير، وهو انشقاق القمر، تدل على عدم حصوله.