السلامة وعدم التعرض للأوجاع والمتاعب، فلن تحصل على شيء.
2 - إنك حين تفعل ذلك الأمر لا تكون متمردا على إرادة الذي نهاك عن الفعل ليرشدك إلى مشقته، وليجنبك التعب والشقاء.. ولا تكون بذلك خارجا عن زي العبودية والانقياد، ولا مخلا بمولوية سيدك وآمرك.
وهذا كما لو قال السيد لعبده أو الأب لولده: لا تركض حتى لا تتعب،) ثم قال له رفيقه: أركض لتصبح أقوى، فإذا علم بالتعب، وعلم بالقوة، فإن اختياره العمل بقول رفيقه لا يعني التمرد على إرادة أبيه.
3 - في هذه الصورة الأخيرة يصح أن يقال: عصيت أبي فتعبت وعرقت، ولو أنك لم تقبل بشرب الدواء المر، أو لم تبادر إلى إجراء عملية التجميل، فإنه يصح أن يقال: إنك عصيت أمر الطبيب.
4 - وحين لا يتحقق ذلك الهدف الذي توخى الفاعل الحصول عليه، وهو الحصول على الخلد، أو الحصول على بعض المنافع، فمن الصحيح أن يقال: إنه عصى فغوى، أي لم يحقق مراده ولم يصل إلى هدفه، بل غوى عنه ومال.
5 - أما سذاجة آدم فلا ندري كيف يكون هذا النبي ساذجا وبسيطا مع أن المفروض بأي مؤمن أن يكون كيسا فطنا، فهل هي سذاجة من أصل الخلقة؟! أم هي ناشئة عن نقص في إيمان آدم؟!
ولعل هذا البعض قد حسب أن عدم معرفة آدم (ع) بأمر خفي، لم يجد السبيل إلى معرفته، نوع من السذاجة والبساطة.. مع أن هناك فرقا بين السذاجة التي تعني التطلع إلى الأمور بنظرة حائرة بلهاء كما سيأتي في كلام نفس هذا البعض عن إبراهيم (أبي الأنبياء) عليه السلام أو تعني نوعا من القصور في الوعي والفهم، كما يقول عن آدم (ع)، وصرح به في خطبة ليلة الجمعة بتاريخ (29 - ج 2 - 1418 ه) وبين عدم الاطلاع على الواقع لسبب أو لآخر.
وكيف يكون آدم ساذجا وقد خلقه الله تعالى بيديه وعلمه الأسماء كلها، وباهى به ملائكته، وأثبت لهم أنه أوسع علما ومعرفة منهم، وأمرهم أن يجعلوه قبلة في سجودهم لله سبحانه، وذلك تكريما منه تعالى لآدم وتعظيما له؟ أم يعقل أن الله سبحانه - بالرغم من ذلك كله - لم يتقن خلق آدم، ولم