أقول: يريد ابن كثير أن يدافع عن إمامه يزيد بأنه كان يرتكب القاذورات في أول شبابه فقط! لكن ماذا يصنع بالنصوص المتواترة بأن إمامه كان مدمنا لمنكراته وتهتكه، وقد نص على بعضها الإمام الحسين (عليه السلام) وكذلك ابن عمر وابن أبي بكر وغيرهم في مناقشاتهم لمعاوية! بل روى ثقاتهم أن يزيدا لم يستطع ترك الخمر يوما واحدا في الحج! وقصته مع الإمام الحسين (عليه السلام) مشهورة رواها في تاريخ دمشق: 65 / 406 وغيره وقد تقدمت في محاولة معاوية تلميع يزيد للخلافة، وغرساله أميرا للحج!
وبسبب حبه ليزيد نسي ابن كثير هنا ما كتبه في المجلد السادس / 262، قال: (قلت: وكان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق فأكرمهم وأحسن جائزتهم، وأطلق لأميرهم وهو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر قريبا من مائة ألف، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر، وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر! فاجتمعوا على خلعه، فخلعوه عند المنبر النبوي)! انتهى. فقد نص هو على استمرار يزيد خمره وقبائحه إلى سنة الحرة وهي آخر سنة من عمره. وروى الطبري: 4 / 421 قول الشاعر أنه مات سكرانا:
أبني أمية إن آخر ملككم * جسد بحوارين ثم مقيم طرقت منيته وعند وساده * كوب وزق راعف مرثوم ومرنة تبكي على نشوانة * بالصنج تقعد تارة وتقوم).
بل نقل البلاذري في أنساب الأشراف / 1277 شهادة جماعة من علماء السنة على أنه تبنى سياسة إشاعة هواياته السيئة في المسلمين! قال: (حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش، وعوانة، وعن هشام ابن الكلبي عن أبيه، وأبي مخنف