وغيرهما قالوا: كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والإستهتار بالغناء، والصيد واتخاذ القيان والغلمان، والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة). انتهى.
وقال المسعودي في مروج الذهب: 3 / 67، وطبعة / 717: (وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين فأقبل على ساقيه فقال:
إسقني شربة تروي مشاشي * ثم مل فاسق مثلها ابن زياد صاحب السر والأمانة عندي * ولتسديد مغنمي وجهادي ثم أمر المغنين فغنوا به! وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب! وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ويطرح له متكأ، وكان قردا خبيثا وكان يحمله على أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة فجاء في بعض الأيام سابقا فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل! وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر، وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان! فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها * فليس عليها إن سقطت ضمان ألا من رأى القرد الذي سبقت به * جياد أمير المؤمنين أتان).
* *