عائشة (!) فإما أن يكون ذلك الخبر غير صحيح أو يكون الحديث الذي تضمن أنهم اختلفوا في موضع دفنه وأن أبا بكر روى لهم أنه قال (الأنبياء يدفنون حيث يموتون) غير صحيح، لأن الجمع بين هذين الخبرين لا يمكن).
ترى أين صارت هذه المنظومة الشرعية للتعامل مع قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وعترته؟
لقد أقصيت كلها بفعل موجة الطلقاء التي فرضت خليفة السقيفة، وهاجمت بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) والمعترضين وهددتهم بإحراق البيت عليهم إن لم يبايعوا! ثم سارعت السلطة إلى فرض سيطرتها على المسجد النبوي والقبر الشريف، خوفا من أن يعوذ بنو هاشم بقبر النبي (صلى الله عليه وآله) مطالبين بحقهم في الخلافة فوضعت يدها على مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وبيته وقبره وأعلنت (الأحكام العرفية) ومنعت الصلاة والجلوس عند القبر الشريف والتجمع، بحجة أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى عن ذلك!
وفي وقت لاحق ادعت عائشة بنت رئيس السلطة أن هذه الحجرة التي دفن فيها النبي (صلى الله عليه وآله) لها، وأنه أعطاها إياها في حياته، مع أن غرفتها من الجهة الثانية من المسجد كما ستعرف!
ومع أن عائشة وحفصة تركتا جنازة النبي (صلى الله عليه وآله) من لحظات وفاته، ولم تقوما بالحداد الواجب على زوجهما (عليهما السلام)! فقد كانت عائشة بعد ذلك تتحسر لفوز علي (عليه السلام) بمراسم تجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) وتقول: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه)! (أحكام الجنائز للألباني / 49 " وقال: أخرجه أبو داود: 2 / 60، وابن الجارود في المنتقى 257، والحاكم: 3 / 59 وصححه على شرط مسلم، وأحمد: 6 / 726، بسند صحيح).
إنها قضايا كبيرة وخطيرة لكن ما نريد قوله هنا: إنا نعتقد أن الحجرة الشريفة ملك للنبي (صلى الله عليه وآله) وعلى من يدعي انتقال ملكيتها إلى أحد أن يثبت ذلك. وستعرف أنهم لا دليل عندهم على أن الحجرة الشريفة هي غرفة عائشة، ولا