ومعناه أطيعوني يا أصحاب محمد في بيعة من يختاره ابن عوف، وإلا خسرتم الحكم كليا، وأخذه منكم بنو أمية بجيش الشام وجيش اليمن!
ثم سار المشروع الأموي سيرا حسنا في زمن عثمان فوطد معاوية قوته، وأعد نفسه ليرث الخليفة الأموي الهرم، لكن حدثت مفاجأة وهي أن الصحابة من البصرة والكوفة ومصر والمدينة، نقموا على عثمان وعلى عماله الأمويين فحاصروه وقتلوه، وبايعوا عليا!
فخلافة علي (عليه السلام) عند معاوية نشاز اعترض المسار الصحيح الذي تسير فيه دولة محمد (صلى الله عليه وآله) حسب الخطة الأموية اليهودية، لترجع إلى معدنها آل أبي سفيان! والواجب برأيه إسقاط هذا الحكم بالحرب فإن لم يمكن فبقتل رموزه، والقتل من أول الحلول التي يفكر فيها معاوية، فقد خبر أساليبه الظاهرة والخفية وأتقنها! وقد تقدم أن معاوية دس إلى عمرو بن حريث، والأشعث بن قيس، وحجر بن الحجر، وشبث بن ربعي (دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه، أنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام، وبنت من بناتي)! (علل الشرائع: 1 / 220) وتقدم أن الإمام الحسن (عليه السلام) تعرض في يوم واحد إلى ثلاث محاولات اغتيال، لم يكن معاوية بعيدا عنها!
ولم يختلف الحال عند معاوية بعد الصلح، وبعد تنازل الإمام الحسن (عليه السلام) عن الحكم! أليس قد أعطى للحسن (عليه السلام) شرطا أن يكون الخليفة بعده، وها هو الحسن الشاب ينتظر موت معاوية الشايب! على أن من الممكن أن يجمع الحسن الناس حوله ويخرج على معاوية بحجة فساد عماله، أو نقضه لشروط الصلح؟!
أليس الحسن أصعب عقبة أمام جعل الخلافة بعده لولده الحبيب العزيز يزيد؟!
إن السبب الواحد من هذه الأسباب كاف لأن يعمل معاوية بجدية لاغتياله،