من صفات المحدث لامن صفات القديم، (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى)؟ على الانكار والاستخبار، (فلما أفل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) يقول: لو لم يهدني ربى لكنت من القوم الظالمين، فلما أصبح رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر من الزهرة والقمر؟ على الانكار والاستخبار لاعلى الاخبار والاقرار، فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: (يا قوم انى برئ مما تشركون انى وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) وانما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم ان العبادة لا تحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض، وكان ما احتج به على قومه ما ألهمه الله وآتاه، كما قال الله تعالى وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
147 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام في قول إبراهيم صلوات الله عليه: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) أي ناس للميثاق.
148 - عن مسعدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كان الناس أمة واحدة) الآية حديث طويل وفى آخره قلت له: أفضلال كانوا قبل النبي أم على هدى؟ قال: لم يكونوا على هدى، كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله، اما تسمع يقول إبراهيم: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) أي ناسيا للميثاق.
149 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما افل قال لا أحب الآفلين) فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له: انى أرى في حساب النجوم ان هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعوا لي دين آخر، فقال له نمرود: في أي بلاد يكون؟ قال: في هذا البلاد، وكان منزل نمرود بكوثىربا (1) فقال له نمرود: قد خرج إلى الدنيا؟ قال آزر: لا، قال: فينبغي ان يفرق بين الرجال و