(ع) انى متخذ من عبادي خليلا ان سألني احياء الموتى أجيبه، فوقع في نفس إبراهيم (ع) انه ذلك الخليل فقال (رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) على الخلة قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم فأخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن جزءا وجعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن بأسمائهن، فوضع عنده حبا وماءا فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم عليه السلام: بل الله يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن.
1089 - وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جرى كلام بين الرضا عليه السلام وبعض أهل النصب من حجاب المأمون لعنهما الله: فغضب الحاجب عند ذلك فقال:
يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك، ان بعث الله تعالى بمطر مقدر وقته لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كأنك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما اخذ رؤس الطير بيده ودعا أعضائها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن بإذن الله عز وجل فان كنت صادقا فيما توهم فاحيى هذين وسلطهما على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فاما المطر المعتاد فلست أنت أحق بان يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعاكما دعوت، وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه، وكانا متقابلين على المسند فغضب على ابن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا اثرا، فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه (1) والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما